حفصة بنت عمر بن
الخطاب
هى حفصة بنت عمر بن الخطاب
،تزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم
فى منتصف السنة الثالثة للهجرة،
وتوفيت فى شعبان من السنة الخامسة والأربعين
للهجرة
ولدت السيدة حفصة بنت عمر وكانت قريش
تبني البيت قبل بعثة الرسول
بالنبوة بخمس سنين، وهي
شقيقة عبدالله بن عمر،
وأمها زينب بنت مظعون بن
حبيب، وهي من المهاجرات الى المدينة..
تزوجت من
"خنيس بن حذافة بن قيس
السهمي"
وهو من
مهاجري الحبشة وهاجرت معه الى المدينة، ثم ما لبث ان
توفي عنها بعد رجوع النبي صلى الله عليه وسلم
من غزوة بدر سنة اثنتين من الهجرة وكانت حينئذ في
الثامنة عشرة من عمرها.
فسعى عمر
بن الخطاب رضي الله عنه بعد وفاة زوجها في إيجاد
زوج
مناسب لابنته، فكان أول من عرضها عليه أبوبكر رضي الله عنه،
فلم يجبه بشيء، وعرضها على عثمان، فقال: بدا لي ألا أتزوج
اليوم،
فوجد عليهما وانكسر، وشكا حاله إلى النبي صلى
الله عليه وسلم،
فقال النبيّ -صلّى الله عليه
وسلَّم-: (قدْ زوّج اللهُ عثْمانَ خيراً مِنْ ابنَتِكَ،
وزَوّجَ ابنَتَكَ خيراً مِنْ
عُثْمانَ)،
فتزوّج رسول الله -صلّى الله عليه
وسلَّم- حفصة، وأصدقها رسول الله
صلّى الله عليه
وسلَّم أربعمائة درهم.,
وزوّج أم كلثوم من عثمان بن
عفّان - رضي الله عنهما -.
حفصة في بيت النبي
دخلت حفصة بيت النبي وفيه
سودة وعائشة..
أما سودة فقد كانت امرأة كبيرة السن..
علمت منذ دخولها البيت النبوي
أن
حظها
من رسول الله بر ورحمة وإكرام.. وأما عائشة فقد
كانت الصبية
الجميلة الأثيرة
عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.. والتي تحاول أن
تستأثر
وحدها بحبه وقلبه..
فحارت ماذا تصنع مع هذه الزوجة الشابة.. وهي من هي!
بنت الفاروق عمر ) ) ..
الذي أعز الله
به الإسلام قديما ..
وملئت قلوب المشركين منه
ذعرا!!..
وسكتت
عائشة أمام هذا الزواج المفاجئ وهي التي كانت تضيق
بيوم ضرتها (سوده)
فكيف يكون
الحال معها حين تقتطع (حفصة) من أيامها مع الرسول ثلثها؟!.
وتتضاءل غيرة عائشة من حفصة
لما رأت توافد زوجات أخريات
على بيت النبي …
.
." إنه لم يسعها إلا أن تصافيها الود…وتسر حفصة
لود ضرتها عائشة …
وينعمها ذلك الصفاء النادر بين
الضرائر؟.!..
حتى ان حفصة اتخذت موقفا من مارية
القبطية عندما وجدتها مع الرسول،
واشتركت مع عائشة
لصرف الرسول عن نسائه الأخريات
خاصة إذا كن على
مستوى عال من الجمال.
وقد لاقت السيدة زينب بنت جحش
من اتفاق عائشة وحفصة وسودة..
حيلة لصرف النبي عنها
خاصة بعد ان عاتبته فيها السماء،
واتفقن في القول
للرسول عندما يخرج من عند زينب بنت جحش بأنهن
يشممن
رائحة المغافير (ثمرة كريهة الرائحة)
فلما ذهب
الرسول صلى الله عليه وسلم الى عائشة وكان عليه الصلاة
والسلام إذا صلى العصر مر على نسائه فيمكث عند كل
واحدة
وقتا يسيرا للايناس وذهاب الوحشة. وقالت له
عائشة ما قالته من
قبل سودة وحفصة: إني أجد منك ريح
المغافير.. فقال: لا
ولكني شربت عسلا عند زينب.
فقالت: لعله قد جرست نحله العرفط.
وكان الرسول يحب
الريح الطيب ويكره أن يأكل الطعام
الذي يبعث رائحة
كريهة، لذلك حرم على نفسه أكل العسل فنزل
قوله
تعالى في سورة التحريم:
"يا
أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة ازواجك
والله غفور
رحيم".
و روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
طلقها تطليقة
ثم ارتجعها وذلك أن جبريل قال له أرجع حفصة فإنها صوامة
قوامة
وإنها زوجتك في الجنة
جمع المصحف
أشار عمر بن
الخطاب على الخليفة أبي بكر رضي الله عنهما أن يبادر
إلى جمع القرآن الكريم، قبل أن يبعد العهد بنزوله،
ويمضي حفظته الأولون،
وقد استشهد منهم
مئات في حروب الردة.
واستجاب أبو بكر بعد تردد..
وجمع المصحف الكريم وأودعه
عند أم
المؤمنين
حفصة بنت عمر..
وهكذا أودع الخليفة وصاحبه نسخة القرآن المعظم عند امرأة هي أم
المؤمنين،
( فانظرى
رعاك الله إلى أمة تعهد بدستورها الوحيد والعظيم،
إلى امرأة واحدة، وهذا الدستور
لو أنه ضاع - لا قدر الله - لكان في ذلك
ضياع الإسلام والأمة وذهاب كل إرثها
وتاريخها..
أليس ذلك يدل بجلاء ووضوح على أن المرأة كان لها الدور
الواضح
والمميز في الحياة السياسية في مجتمع المسلمين آنذاك؟!
أليس ذلك يعكس
الوجه الحضاري للمجتمع الأمثل في حياة المسلمين؟)!
وفي عهد عثمان رضي الله عنه تم توحيد حرف المصحف
ورسمـه.. من المصحف
المجمـوع المـودع لدى حفصة..
ونسخت من المصحف العثماني الإمام،
نسخ وزعت على
الأمصار..
مواقفها السياسية
ولحفصة أم المؤمنين مواقف مشهودة، تدلّ على عمق
فهمها
ووعيها لمجريات الأمور..
· فعندما تعرض الخليفة عمر بن الخطاب رضي
الله عنه لمحاولة الاغتيال..
راجعه المسلمون بأن
يستخلف لهم.. كان عمر مترددا وهو يقول:
إن أستخلف
فقد استخلف أبو بكر، وإن لم أستخلف فإن رسول الله لم يفعل..
وعندما علمت حفصة بموقفه.. أصرّت على أخيها عبد الله بأن
يكلمه
وينقل له رأيها بضرورة
الاستخلاف..
كانت تخاف الفتنة..
وعندما بايع سيدنا الحسن معاوية بالخلافة.. وطوى
سيدنا الحسن
شراع الفتنة..
فرح المسلمون بهذا النصر. ولم يخرج عبد الله بن عمر رضي الله عنه
ليشارك إخوانه فرحتهم.. فأصرت عليه حفصة أن يخرج..
وبقيت وراءه حتى أقنعته وخرج..
كانت
تخاف الفرقة..
كان سيدنا عمر رضي الله
عنه يستشيرها في كثير من الأمور التي تتعلق
بحياة النبي البيتية.. يسألها ويقول لها معتذرا: إن الله لا يستحي من
الحق.
لقد كانت حفصة ورعة تقية عالمة.. تشغلها هموم
المسلمين ومصلحتهم.
شهدت حفصة بنت عمر رضي
الله عنها.. وفاة النبي وخلافة أبي بكر وعمر
وعثمان
وعلي رضي الله عنهم أجمعين، وأقامت بالمدينة
وقد
تفرغت حفصة بعد ذلك للعبادة حتى انها امتنعت عن الخروج مع عائشة في الجيش المطالب
بدم عثمان..
وظلت صوامة قوامة حتى نهاية حياتها حيث
توفيت في شعبان سنة خمس وأربعين في خلافة معاوية بن أبي سفيان
وكان لها من العمر ستون عاما،
ودفنت
في المدينة، بعد ان روت عن النبي الحديث وروى عنها أخوها
عبدالله بن عمر، وذكر الذهبي ان أحدايثها
في كتب السنة الأربعة..
كما كانت من
امهات المؤمنين اللائي جلسن للفتوى..
فرضي الله
عنها وارضاها.